وأكد سُموه أن البداوة لها صفات وعادات وقيم وموروث وهوية أصيلة يجب المحافظة عليها، وتقوم قناة الوسطى من الذيد بذلك من خلال تقديم برامج تستضيف فيها كبار السن والشعراء والرواة لتعريف وتوثيق هذا الموروث.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى جملة من المشروعات التي تنفذ في المنطقة الوسطى التي تشمل المراعي والمحميات وحصن الذيد الذي سيفتتح في الأسبوع المقبل، وبحيرة البطحاء التي ستشكل عند افتتاحها – بعد 14 شهراً – موقعاً سياحياً مميزاً بالإضافة إلى كونها مخزونا مائيا للمنطقة وسيقام عليها مسابقات دولية للتجديف، لافتاً سموه إلى مدينة الشارقة الرياضية التي ستقع على طريق الشارقة – الذيد وستضم المرافق والبنية التحتية للألعاب الرياضية وستجمع الرياضيين وتنظم منافسات ومسابقات مختلفة منها السباحة والتجديف.
ولفت سموه إلى مشروع المحافظة على الأسماء في المنطقة الوسطى من خلال توثيق أسماء الأشجار أو الكثبان أو الآبار وغيرها من الأسماء المرتبطة ببيئة المنطقة لتسلم بعدها إلى دائرة شؤون البلديات والزراعة والثروة الحيوانية ليتم حفظها وتوثيقها والمحافظة عليها من خلال لوحات واضحة لهذه المواقع.
كما أشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المحافظة على بعض المناطق الصحراوية الطبيعية من أعمال الإنشاء والتعمير والتمدن والذي سيكون من خلال مراسيم أميرية تمنع استخدام هذه المناطق لتستمر على طبيعتها وتحافظ على مكوناتها البيئية.
وأوضح سموه أن مشروع سفاري الشارقة بدأ العمل فيه قبل 5 سنوات ليصل إلى افتتاحه اليوم، وقد بلغت تكلفته ما يقارب مليار درهم، مؤكداً سموه أن السفاري هو مكان صديق للبيئة ويحتوي على مختلف الحيوانات والنباتات في بيئة مهيأة تساعد على عيشهم وتكاثرهم، وقد صمم بشكل مميز ليستمتع به الزوار ويقدم المعرفة أيضاً حول محتوياته، كما يساهم السفاري في توفير وظائف لأهل المنطقة حيث وفر 300 وظيفة لشباب وشابات المنطقة الذين يعملون ويعرفون بالسفاري بصورة مميزة.
وبين سموه أن المشروعات التي ستنفذ ستشمل أيضاً المناطق الأخرى في الوسطى مثل منطقة مليحة والتي ستكون مشروعاتها مميزة مع المحافظة على خصوصيتها حيث إن مشروعاتها ستكون بعيدة عن المساكن الشعبية.
وأكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن كل ما تقوم به الشارقة من جهود ومشروعات تنطلق واضعةً الإيمان أولها ومحافظة على مبادئها وقيمها وتقاليدها وتعزز من هويتها الأصيلة، لافتاً إلى أن التطور يجب أن لا يفقد الإنسان دينه ومبادئه وعاداته، داعياً سموه أبناء وبنات الوطن لتحمل المسؤولية ورعاية أسرهم وأبنائهم والاعتزاز بدينهم ووطنهم.
ولفت سموه إلى أن الاهتمام بالإنسان في الشارقة لا يكون عن طريق توفير التعليم والثقافة والمشروعات التنموية فقط بل حتى في متابعة أحوالهم الاجتماعية مشيراً إلى متابعة سموه الشخصية لملف المتقاعدين من إمارة الشارقة الذين قدموا الكثير لبلدهم وذلك لرفع المستوى المعيشي لهم.
وفي ختام كلمته قدم سموه الشكر الجزيل لكافة القائمين على سفاري الشارقة من إداريين ومرشدين وإلى من ساهم في تنفيذه بالصورة المميزة من مهندسين وخبراء ومختصين.
وكان سموه لدى وصوله إلى سفاري الشارقة قد أزاح الستار التقليدي إيذاناً بالافتتاح الرسمي للسفاري الذي يضم 12 بيئة مختلفة، ويمتد على مساحة تبلغ 8 كيلو متر مربع، ويقع ضمن محمية البردي في مدينة الذيد التي تبلغ مساحتها 16 كيلو متراً مربعاً، ليشكل معلماً طبيعياً وسياحياً على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
وتجول صاحب السمو حاكم الشارقة وسمو الشيوخ والحضور في كافة أرجاء سفاري الشارقة متنقلين في بيئاتها البالغ عددها 12 بيئة مختلفة مستوحاة من جميع أنحاء أفريقيا، تمثل الحياة والتضاريس في القارة السمراء، والحيوانات، والطيور التي تعيش فيها.
واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على مرافق وخدمات السفاري، التي تمكن الزوار من الاستمتاع باستكشاف الحياة البرية في أفريقيا بشكل مميز.