بالأمس ودعنا شهداءنا، واليوم نودعهم، وغدا سنودع المزيد منهم، طالما بقي أهل الشر بين ظهرانينا، يعيشون بيننا، يأكلون خير أرض جادت به علينا جميعا، ويشربون ماء يحمل الطهر والرواء للجميع، فلم تبخل الأرض بخيرها عنهم، ولم توقف السماء ماء يجري إليهم، ولم تفرق أرض ولا سماء بين مخلص لوطن، أو خائن له، فمن أين يأتي الخلل إذن؟!.
الحكاية لها جذورها، التي نبتت في ظل فكر أسود، وعقيدة فاسدة، ودعاة يعيشون بيننا، حيث لا تنطلي على العقلاء حكايا المراجعات الزائفة، التي لم تتعد الحلوق والحناجر، وهم كانوا ولا يزالون يضمرون الحقد الأسود بين ضلوعهم، فليس كل من ادعى التوبة رجع عن معتقده، ولا كل من تظاهر بالرجوع عاد لرشده، وهذه بداية الحكاية.
أما تفاصيلها فتكمن في أجيال تشربت العقيدة الفاسدة والفكر الأسود، ثم توارت بفكرها عن الأجهزة الأمنية؛ خشية الملاحقات، وقد كان عرض أحداث مسلسل
«الاختيار » بمفاجآته التي أذهاتهم وأربكتهم جميعا، وجعلت غير الحاذق منهم، يخرج من جحره، وكانت فرصة لأجهزتنا الأمنية، لمعاودة الإجهاز عليهم في حينها، فصانعو دراما «الاختيار» ألقوا حجرا ثقيلا في بركة مياههم الراكدة، ففاحت رائحتهم النتنة مع كل أوساخهم وأوحالهم؛ وكان لزاما عليهم أن يخرجوا من جحورهم؛ ليبعثوا رسالة إلى كل من يهمه الأمر أنهم موجودون، بعد أن عرتهم دراما الاختيار وفضحتهم صوتا وصورة، وكشفت زيف ادعائهم، وكل المستور، وكانت تأتي تعليقاتهم الممنهجة من خلالهم، ومن خلال كتائبهم الإلكترونية، لكل ما كان ينشر عن عبقرية الاختيار، ووقتها انتابنا قلق شديد من عواقبه، وكان واجبا الحذر، لكن هي إرادة الله، فالحذر لا يقينا القدر، ولا نملك إلا أن نقول، قدر الله وما شاء فعل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعود على بدء، إلى جذور الحكاية، مرورا بتفاصيلها، وصولا لمنتهاها، إن كنا نبحث عن المنتهى، باجتثاث الإرهاب، وملاحقته، واليقظة والانتباه الدائم إليه وإلى أهله.
وبداية النهاية تتطلب منا جميعا أن نقر بأن الإرهاب لا دين له، ثم نبحث في سجلات دعاة الفتنة والإرهاب، ممن غير جلده الدعوي للإفلات من العقاب، والإجهاز على كل امتداد له، ممن يجهزونهم صفا ثانيا، في طابورهم الدعوي الفاسد.
بعدها يأتي الدور على كل من يؤيد أفعالهم، ولم يمنعه الحذر من الوقوع في دائرة شبهات التعليقات المتعاطفة أو المحذرة، وما أكثرها على وسائل التواصل الاجتماعي، فلابد من غربلة هذه الصفحات والمدونات والحسابات، بحثا عن أي تعاطف بدر منهم تعليقا على أهل الشر، أو تحريضا على أفعالهم وممارساتهم الضالة.
ثانيا وثالثا ورابعا وخامسا، القوة التي ثبت بالدليل الدامغ والبرهان القاطع، أنها حل بتار لاستئصالهم، وليست أي قوة، فلابد وأن تكون غاشمة بكل ما يحمله اللفظ من معنى.
وقد جربناها من قبل، وكان لها مفعول السحر، فلم تقم لهم قائمة بعدها، إلا عندما اطمأننا إلى دحرهم، فلابد وأن تستمر منهجا مستمرا في تعامل الأجهزة الأمنية معهم، إذن هي القوة الغاشمة على طول الخط، لأنه مهما كلفتنا هذه القوة، لن تساوي فقدان جندي واحد من جنودنا الوطنيين الأشراف، فما بالنا بعشرات الشرفاء الذين يرحلون عنا.
إننا نثق في قيادتنا، وفي جيشنا الوطني، وفي أجهزتنا الأمنية التي لن تتهاون مع هذا الإرهاب الأسود، وفي انتظار القصاص العادل والحلول البتارة، بقوة غاشمة على طول المدى.
رحم الله شهداءنا الأبرار الأطهار، حفظ الله مصر، ترابها وحدودها ومواطنيها الأشراف، حفظ الله قيادتنا الواعية المخلصة، حفظ الله جيشنا الوطني، حفظ الله أجهزتنا الأمنية التي تسهر على أمان الوطن والمواطن.
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.
