رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب “مَنْ أَمِنَ عِقَابَهُ سَاءَ أَدَبُهُ”

 

لخص رامز جلال ـ شبيه هيكتور كوبر ـ في أحد البرامج التي تدل على مدى الانحطاط الأخلاقي، والبعد عن كل ما اتفق عليه ـ أصحاء البشر من ذوي النفوس البشرية السليمة ـ الانحطاط الذي أصاب مجتمعنا الذي كان ـ لأمسه القريب ـ مثالا يحتذى في إعلاء المنظومة القيمية، لخص “رامز أو كوبر” سَمِّه ما شئت، حالنا نحن المصريين في هذه الأيام العصيبة ـ العصية على أي علاجات ناجعة ـ بجملة واحدة تعني أن كل شيء جائز ومباح ومستباح، بما فيه أخلاقنا، وكان مصرا على أن يردد هذه الجملة في كل حلقة، أقصد في كل منحدر، وكأنه يردم على كل ما تبقى لنا من أخلاق ويطمث معالمه، فكان يردد “لاموري في زوري”.

فمع أنها جملة بلا معنى، ولكنني أخذتها على محملها في أيام انحدرنا فيها بأخلاقنا إلى تحت العدم بعدم، وكأنه يوحي بأن الدنيا أصبحت على رأي صديق لي “كنافة”. ولنا أن نتصور حال “الكنافة” التي لا نعرف فيها من اعتلى، ومن تدنى، ومن وجد نفسه مهروسا بين الإثنين، بل ومن على الجانب الأيمن، ومن على الجانب الأيسر، ومن في الأطراف، ومن يدور في فلك هذا وذاك، وهي على رأي صديقي “كنافة”! وأنا بقناعتي لا أجد فرقا بين “الكنافة” و”لاموري في زوري”!.

هنا أتساءل: ما الذي حدث لمجتمعنا؟! ما الذي أوصلنا إلى هذه الحالة المتدنية؟!، لا أخلاق، ولا مروءة، ولا شهامة، ولا حياء، وأنا الذي كنت أعقب هذا الوصف في زمن وَلَّى ـ عندما كنت أرى شيئا لا يرضيني من البشر ـ بمقولة أستثني فيها الشرفاء المتمسكين بأخلاقهم فأقول “إلا من رحم ربي” وكانوا كثرا، فـ”حالات الاستثناء” كانت أكثر من “المستثنى منه” خصوصا في جانبهم الأخلاقي الإيجابي، هذا كان زمانًا وَوَلَّى، والآن ـ في هذه الأيام ـ أجد نفسي وأنا “أستثني من رحم ربي” من حالتنا المتدنية هذه ، أجد نفسي أكرر “إلا من رحم ربي، فأجد “المستثنى” أقل بكثير من “المستثنى منه” و”لا يكاد يبين”.

وما يؤكد على رؤيتي أننا عندما كنا نرى أحد الأشخاص غير سوي في أخلاقه في غابر أيامنا، كنا نقول “فلان سيئ” لأن من كان على غير أخلاق المجموع هو فرد واحد، أما الآن فنشير إلى أحد الأشخاص الذين يتمسكون بأخلاقهم فنقول “فلان كويس” وهو ما يدلل على أننا نستثني واحدا على خلق، من بين المجموع السيئ!.

وحتى لا نظل نردد كلاما في كلام، علينا أن نعترف بأن ما أوصلنا إلى هذه الحالة المذرية، هو عدم تفعيل القانون، فلا سيادة للقانون على أحد إلا “الضعفاء” ولنا أن نشمل “ضعف الناس” بمن لا جاه له ولا مال ولا سلطان، يعني من الآخر “من ليس له سند”، بل وأصبح “الصوت العالي نافذا مع البشر”، من الآخر وحتى لا أقضيها كلاما في كلام، إذا أردنا أن نعيد مجتمعنا إلى ما كان عليه، ونخرجه من حالة “الكنافة التي أدخلتنا في لعبكة لاموري في زوري” علينا بـ”سيادة القانون” وتفعيله على كل من يعيش بيننا، لأن ” مَنْ أَمِنَ عِقَابَهُ سَاءَ أَدَبُهُ”.     

       

 

2018/07/13 9:20م تعليق 0 2532

ذات صلة

إيهاب مباشر يكتب «هيطلعوا يشتغلوا إيه؟!» 

    استمعت إلى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء افتتاحه «مراكز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية» في طريق العين السخنة، حيث تابع سيادته شرحا تفصيليا لمخطط مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية، وشاهد مجموعة من القاعات الخاصة داخل المركز لاختبار وتوثيق البيانات...

إيهاب مباشر يكتب «عندما يصبح المجتمع مرآة الفن...

      فتحنا أعيننا وتفتقت أذهاننا جميعا - من خلال اطلاعنا وبحثنا ومتابعاتنا - على تعريف مختصر للدراما وهي أنها مرآة لما يحدث في المجتمع، بمعنى "الفن مرآة المجتمع"، وزيادة في التوضيح، علمنا تعريفا عاما للدراما بأنها "نوع من الأعمال الأدبية...

إيهاب مباشر يكتب “هيبة الدولة وكرامة المعلم”

لا يختلف منصفان على أحقية المعلم في حياة كريمة، أسوة بكثير من المهن التي اصطفت لها الدولة شرائح بعينها من مواطنيها، وإن قدر لنا أن نصل إلى غاية الإنصاف، سنجد أن المعلم له أحقية مطلقة في حياة كريمة تفوق...

إيهاب مباشر يكتب .. «رفقا، ثم رفقا، ثم...

عندما أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قانون «حماية القيم من العيب» الشهير «بقانون العيب»، في يناير ١٩٨٠، كان يهدف إلى معاقبة كل من يحاول التغرير بالشباب، أو يحاول انتقاد سياسة الدولة، وهي نفس التهمة التي أعدم بها سقراط...

إيهاب مباشر يكتب .. شاهد من أهلها «...

    عن العلاقات العمانية الإماراتية أتحدث « الرزق يبحث عنك ولا تبحث عنه »، مقولة سمعتها من فضيلة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي ـ رحمه الله تعالى ونفع بعلمه المسلمين ـ وقد كانت لي تجربة تؤكد على هذه المقولة قبل أن...

إيهاب مباشر يكتب «الرهان لا يزال قائما»

    رغم مرور ما يقارب الخمسين عاما، إلا أن الرهان لا يزال قائما بين إبهامي والسُبابة والوسطى وأول قلم رصاص لمسته بصماتهم. القضية رغم أنها عاشت معي حوالي نصف قرن من الزمان، إلا أن ما استدعاها بملامحها وتفاصيلها الآن، مشاهدتي لفيلم...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز