أثبتت دراسة حديثة أعدها مجموعة من الباحثون بجامعة برينستون الأمريكية أن غياب الأب قد يزيد من خطر الإصابة بالشيخوخة وقصر العمر، كما له عواقب بدنية وسلوكية علي الأطفال بخاصة الذكور، حيث يؤدي لقصر التيلوميرات التي تغطي نهايات الكروموسومات بغرض حماية المحتوي الجيني بنسب تتراوح بين 6 و16%.
وجائت نتائج الدراسة بعد تتبع حياه 5 آلاف طفل ولدوا في الفترة ما بين عامي 1998 و2000، حيث قام الباحثون بقياس طول التيلوميرات وتحليل بيانات مجموعة من 5 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين عام وثلاثة أعوام وخمسة و تسعة أعوام، ينتمون الي أسر تعاني فقدان الأب.
فقام مجموعة من الباحثون مقابلات مع الأمهات لبحث طبيعة الحالة الصحية والنفسية للأطفال وسلوكياتهم ومهاراتهم آخذين في الاعتبار التباين القائم بين تلك الأسر من حيث ظروف المعيشية والدخل والتعليم، حسب ما نشرته دورية بيدياتركس (طب الأطفال).
وكشفت النتائج أن التيلوميرات تتأثر سلبا بغياب الأب، وأن الأبناء الذين غاب عنهم والدهم في التاسعة من العمر كانت التيلوميرات لديهم أقصر بنحو 14% مقارنة بغيرهم، ويزداد الأثر لدي الذكور مقارنة بالإناث خاصة عند فقدان في عمر الخامسة، إذ يقصر طولها بنسبة 16%.
وتتمثل مهمة التيلوميرات في الحفاظ علي نهايات الكروموسومات خلال عملية الإنقسام وتجدد الخلايا، فمع تكرار العملية يقصر طولها بنسبة معينة كلما زاد عمر الإنسان، وعندما يصل هذا الطول الي حد معين لا يستطيع بعدها القيام بعمله وتفشل الخلايا في نسخ نفسها ومن ثم القيام بوظائفها ويبدأ موت الخلية، مما يعني أن التيلوميرات أشبه بمؤشر العمر البيولوجي داخل كل خلية، لذا بحثت عديد من الدراسات في إمكانية عكس هذة العملية ومن ثم إطالة عمر الخلايا.
وذكرت الدراسة، أن هناك علاقة بين قصر التيلوميرات والشيخوخة والوفاة المبكرة وإرتفاع خطر الإصابة بالسرطانات كسرطان السدي والعظام والبنكرياس والكبد والرئة وغيرها، بجانب ضعف الجهاز المناعي الذي يرتبط إرتباطا وثيقا بقصر التيلوميرات، فيما يحدث العكس بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تيلوميرات أطول.
