كتب ـ وليد الخفيف
ليس من الإنصاف أن يعزا تعادل أيسلندا أمام الأرجنتين بهدف لمثله، إلى تراجع مستوى كتيبة سامبولي الزاخرة بالنجوم، فالسبب الحقيقي يعود لكفاح لاعبي الدولة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 300 ألف نسمة، فأيسلندا خطفت الأضواء في أول ظهور لها في الحدث العالمي، وسريعا ما ردت على هدف أجويرو مدركة التعادل أمام المنتخب المرصع قميصه بالنجمتين، ثم شرعت بثقة كبيرة في بناء سد عالٍ عزلت به خطوط الإمداد الممولة لهجوم التانجو المقيد حركاته؛ فتضيق المساحات، وتتقارب الخطوط ، والضغط على حامل الكرة والعمق الدفاعي المعزز برقابة لصيقة وتمركز صحيح، تكتيك أبطل سحر ميسي، وفرضت على اجويرو حظر التجول أمام الشباك مجددا؛ ليقدم رجال المدرب هيمر هالغريمسون درسا دفاعيا ذا نكهة إيطالية عوضت غياب الأزوري عن ليالي موسكو.
ولن ينسى ميسي قفاز هالدورسون الذي تصدى لركلة جزاء كادت أن تغير المشهد كليا؛ ليقضي ميسي ليلته وسط أحزانه، فغريمه التقليدي انتزع لبلاده قبل يوم تعادلا صعبا؛ محرزا أول هاتريك في روسيا. أما هو فبدد مساعي زملائه في تحقيق فوز كان بوسعه تحقيقه، ليعلن في الأخير تحمله لمسؤولية إهدار الفوز، مؤكدا قدرة التانجو على العبور للدور الثاني.