رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب .. المترشحون يرفعون شعار «أنا هليت نورت البيت»

 

 

 

 

 

عندما انحصر دور مجلس الشيوخ في إبداء الرأي بالاقتراحات الخاصة بتعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور، ومشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومعاهدات الصلح والتحالف وجميع المعاهدات التي تتعلق بحقوق السيادة، ومشروعات القوانين ومشروعات القوانين المكملة للدستور التي تحال إليه من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب، وإبداء رأيه فيما يحيله رئيس الجمهورية إليه من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة أو بسياستها في الشؤون العربية أو الخارجية، وفق الضوابط التي تنظمها اللائحة الداخلية للمجلس، فيما يراه البعض دورا مكملا لمجلس النواب.
هذا الانحصار في المهام، فهمه غالبية المترشحين على أنه تنصل من أي برامج انتخابية تساهم بشكل أو بآخر في حلحلة القضايا التي تهم المواطن وتؤثر على حياته بشكل كبير، وبناء عليه، فلا يعرف المواطن شيئا عن غالبية المترشحين في دوائرهم، ويجهلون خلفياتهم السياسية أو حتى المهنية، اللهم إلا العائلة التي ينتمي إليها، والحزب الذي يستظل به، رافعين شعار “أنا هليت نورت البيت”، وكل ما وصل المواطن بالمترشح، موكب سيارات وسلامات.
والمحصلة عزوف البعض عن تكبد مشقة الوقوف في طابور اللجنة، لاختيار مترشح يثق بأنه لن يقدم شيئا له، وقد فعلها أعضاء مجلس النواب من قبلهم؛ فوقع فيها أعضاء مجلس الشيوخ، بدليل أزمة كورونا والبطالة، وتوقف أنشطة تجارية كثيرة وحرمان أصحابها من دخل يضمن كرامتهم وحقهم في الحياة كغيرهم، وهو كان سهل التحقق لو سعى نواب البرلمان لذلك، هذا عدا قانون التصالح، والقانون المنظم للعلاقة بين المالك والمستأجر، الذي حاول أعضاء مجلس النواب جاهدين، على أن تمر هذه الدورة دون أن يناقش، لأنهم بين مطرقة مالك العقار وسندان المستأجر والعكس، وهو ما يذكرنا بالمشهد الدرامي الذي يأتي فيه شيخ الغفر ليبلغ العمدة بقتيل في ترعة البلد في زمام عمديته، فيقول له “زجوا الجتيل، لحد ما يروح ناحية أي بلد تانية، خلينا نشوف عمدتها هيتصرف إزاي”.
وليس معنى كلامي خلو الساحة الانتخابية ممن ساهم بشكل أو آخر في حل بعض القضايا التي تهم المواطن، خصوصا في أزمة كورونا.
كما أن هذا الكلام لا ينطبق على دائرة معينة أقصدها في كلامي أو ما بين سطوري، ولكني أراها ظاهرة غالبة، لذا أناشد من ينتوي الترشح لمجلس النواب ٢٠٢٠ أن ينتبه لكل ما قلته، ولابد أن يأتي ببرنامج انتخابي محدد، ولا يقطع عهدا ووعدا انتخابيا على نفسه، إلا وهو واثق تمام الثقة أنه قادر على الوفاء به وتحقيقه لأهل دائرته، لأن عملية وعي الناس أصبحت عالية جدا، ولن يرضي الناخب مواكب السيارات والسلامات، ولا شعار “أنا هليت نورت البيت”.

2020/08/12 10:05ص تعليق 0 805

ذات صلة

إيهاب مباشر يكتب «مَنْ لَمْ يَرحَمْ لَنْ يُرحَمَ...

    عندما فضت الجهات الأمنية المصرية، اعتصام رابعة العدوية، في الثالث عشر من أغسطس ٢٠١٣، وتبعه قيام الجماعة الإرهابية بعمليات انتحارية، طالت الشعب المصري كله، دار نقاش بيني وبين صديق لي، وقتها كنا خارج مصر، وكان يلوم أصحاب القرار، الذين...

إيهاب مباشر يكتب «وعود انتخابية»

  كما أنه لكل زمان دولة ورجال، فلكل حادث حديث، ولغة خطاب الأمس لن تجدي نفعا اليوم، وما مر من أحداث لاعتبارات كثيرة لا داعي لذكرها، لا يمكن أن يمر اليوم، فليس من الحنكة أن أقيس اليوم حدثا بمثيل له...

إيهاب مباشر يكتب .. «رفقا، ثم رفقا، ثم...

عندما أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قانون «حماية القيم من العيب» الشهير «بقانون العيب»، في يناير ١٩٨٠، كان يهدف إلى معاقبة كل من يحاول التغرير بالشباب، أو يحاول انتقاد سياسة الدولة، وهي نفس التهمة التي أعدم بها سقراط...

إيهاب مباشر يكتب .. شكرا سلطان الخير «...

عود على بدء، للبحث عن السر وراء ارتباطي الكبير بإمارة الشارقة، وكمية المشاعر التي تربطني بها، حيث يممت وجهي إليها؛ فوجدت إجابة لكل تساؤلاتي. كان المنطلق معرض مسقط الدولي للكتاب، في أواخر شهر فبراير، مغطيا لفعالياته، متفقدا أجنحته، فصادفني جناح...

إيهاب مباشر يكتب “الشفافية، ثم الشفافية، ثم الشفافية”

  دعوني أعلن في البداية ثقتي المطلقة في وطنية وطهارة ونظافة يد الرئيس السيسي، كما أعلن ثقتي في وطنية المؤسسة العسكرية المصرية، وما سأذكره فيما سأخطه لاحقا، ليس نقدا بغرض النقد، ولكن تحليلا بسيطا لما يحدث هذه الأيام التي أراها...

إيهاب مباشر يكتب “المعادلة الصعبة”

كما جرت العادة في التعاطي مع كل شيء جديد، انقسم قراء الجرائد الورقية اليومية، حيال التعامل المبدئي مع الصحافة الإلكترونية، بتفاصيل وأزرار وشاشات، خلقت حاجزا نفسيا بينها وبين بعض من يجلس أمامها، بعد أن كان القارئ يذهب مسرعا إلى...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز