عود على بدء، للبحث عن السر وراء ارتباطي الكبير بإمارة الشارقة، وكمية المشاعر التي تربطني بها، حيث يممت وجهي إليها؛ فوجدت إجابة لكل تساؤلاتي.

كان المنطلق معرض مسقط الدولي للكتاب، في أواخر شهر فبراير، مغطيا لفعالياته، متفقدا أجنحته، فصادفني جناح أعد لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي كان منطلقا للبحث عن ضالتي، وفيه تلقيت دعوة لحضور مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الثالثة تقريبا، وكان مقررا انعقاده في أواخر شهر أبريل من نفس العام، وقد صادفت هذه الدعوة هوى وغراما لدي، حيث كان لي باع طويل، متعايشا مع أدب الطفل الذي كان مستحوذا على مساحة كبيرة جدا من اهتماماتي ككاتب لأدب الطفل، ولي فيه نتاج وإصدارات تنوعت بين الدراما التي كتبتها لإذاعة سلطنة عمان، والمجموعات القصصية والمسرحيات، التي تبنت إصدارها المؤسسات الثقافية العمانية.

إذن يفصلني عن إجابات لأسئلتي حوالي شهرين، قضيت أيامهما متابعا جيدا لفضائية الشارقة، وكان من بين البرامج التي كنت أتابعها بانتظام على فضائية الشارقة، لقاء الداعية الدكتور عمر عبد الكافي، مع مقدم برنامجه المذيع المصري محمد خالد، فكنت دائما أستمتع بهذا البرنامج.

حان وقت اللقاء، حيث تلقيت الدعوة للحضور لتغطية فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، من هيئة الشارقة للكتاب، التي تشرف برئاسة الأستاذ الخلوق أحمد بن ركاض العامري، ومن المؤسسة الإعلامية الرائدة في الإمارات، الشبكة الوطنية للاتصال والعلاقات العامة، التي تشرف برئاسة الأستاذ يوسف الطويل.

اسمحوا لي بداية أن أقدم خالص تقديري للأستاذ أحمد بن ركاض العامري، الذي أعتبره دينامو هيئة الشارقة للكتاب، بما حققه من إنجازات ليس على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، بل والعالم من خلال الدور المحوري والمتميز والمتلاحق، الذي أوصل معرض الشارقة الدولي للكتاب بفعالياته وحضوره الطاغي، بمعارض الكتاب الدولية التي تؤثر إيجابا على صناعة النشر في العالم، وعلى رأسها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.

ومما كان يلفت انتباهي في تصريحات الأستاذ أحمد العامري في جميع المحافل وإلى الآن، التأكيد الدائم على رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، حول بناء الإنسان وتعزيز قدراته الفكرية والإبداعية، لأنه الأساس الراسخ الذي تقوم عليه عملية التنمية المستدامة والمشروع الثقافي والنهضة الحضارية لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة والعالم”.

ومن نافلة القول، والشيء بالشيء يذكر، فإن هيئة الشارقة للكتاب، مؤسَّسة حُكُومِيَّة إِماراتِيّة تُشرَّف على عدد مِن المشارِيع الثَّقافِيَّة الَّتِي تهدف إِلى إِثراء المناخات ذات الصِّلة بِالنّشر والطِّباعة والتَّرجمة والمكتبات لِتحقِيق العدِيد مِن الأَهداف؛ مِن بينها العمل على تشجِيع الاِستِثمار فِي الصِّناعات الإبداعية، وتوفِير منصَّة فكرِيَّة لِلتَّبادُل المُعرَّفِيّ والثَّقافِيّ بين شُعُوب العالِم، وتسلِيط الضَّوء على أَهمِّيَّة الكِتاب وأثرِه فِي نشر الوعِيّ بِالمُجتمع وتنوُّع مصادِر المعرِفة، ودعم صِنَاعة كُتُب الأَطفال. كما تُشرَّف هيئة الشَّارِقة لِلكتَّاب على عدد مِن المشارِيع الثَّقافِيَّة فِي دولة الإِمَارات العربِيَّة المُتَّحِدة.

وقد أنشأ صاحِب السُّمُو الشَّيخ الدُّكتُور سُلطان بِن محمَّد القاسِمِيّ عُضو المجلِس الأعلَى حاكم الشَّارِقة هيئة الشارقة للكتاب فِي عام 2014م ومقرَّها إمارة الشَّارِقة فِي دولة الإِمارات العربِيَّة المُتَّحِدة.

ومن هيئة الشارقة للكتاب، إلى الشبكة الوطنية للاتصال والعلاقات العامة، التي يرتكز عليها جانب الاتصال والإعلام والعلاقات العامة لمعرض الكتاب ومهرجان الطفل وغيرهما من الفعاليات التي تحتضنها إمارة الشارقة وغيرها من الإمارات العربية المتحدة، وقد هالني ما رأيت من روح الفريق الواحد الذي يعمل كخلية نحل متحابة ومنصهرة بالود والتفاني الجميلين، عاكسين رؤية ثاقبة ومتجددة للصديق الخلوق الأستاذ يوسف الطويل.

ذهبت إلى مهرجان الشارقة القرائي للطفل، موفدا من جريدة الوطن العمانية، وبصفتي كاتبا لأدب الطفل، مغطيا للفعاليات ومشاركا في برنامجه الثري جدا، والذي فتح أمامي آفاقا أوسع وأرحب في مجال أدب الأطفال.

ومن المكاسب التي تحققت على مستوى هذه الزيارة، التعرف على قامات إنسانية ومهنية في المجال الإعلامي ومجال الكتابة، لا يتسع المقام هنا لذكرهم، سأقف عندهم محدثا عنهم وعن علاقتي بهم.

.. يتبع