كتبت – مرام محمد
إستضافت تشكيك، فى قصر “ألا أرتشا” الجمهوري، اليوم الخميس، والجمعة الجاري، المؤتمر الدولي الثاني “الإسلام في الدولة العلمانية الحديثة”.
وإفتتح المؤتمر بكلمة من رئيس الجمهورية القيرغيزية، فخامة سورونباى جينبيكوف، حيث تحدث في كلمته على توجه بلاده إلى إعتماد نهج سياسي يضمن حرية ممارسة الشعائر التعبدية لجميع المواطنين مع التشديد على المحافظة على بيئة التعايش السلمي، والوئام الوطني،
وأكد “جينييكوف”على الجهود التي تبذلها بلاده قرغيزيا، في محاربة ظاهرة التطرف، وجماعات الإرهاب التي تهدد الأمن الداخلي لبلده، وأمن دول الجوار.
كما أشار “فخامته” إلى الدور التي تقوم به الكلية الإسلامية بتشيك، في إعداد الأئمة، و الخطباء من أجل توجيه وتحصين أبناء قرغيزيا من الغلو و التشدد.
كما تحدثت السيدة ميروسلاف جينك، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإسلامية، عن دور الأمم المتحدة، وتعاونها مع الدول لمحاربة ظاهرة التطرّف العنيف، والتي أصبحت كالنار تحرق آمال الشباب، وتخطف حلم الأجيال القادمة التواقة للعيش المشترك.
وأكدت “جينك”، على خطورة إستعمال الجماعات الإرهابية للفضاء الإلكتروني، والذي أصبح المصدر الأساسي للترويج لأفكار المتشددين و خلية تجنيدهم في مشروع الجماعات من قتل للأرواح البريئة، وتدمير البنية التحتية للدول.
ثم جاءت كلمة السيد السفير بيير فون أركس، ممثل برنامج المجلس الأوروبي للتعاون و الأمن بيشكيك، والذي لخص الجهود المنظمة بالتعاون مع حكومة قرغيزيا في مواجهة التطرّف و الغلو.
وشدد الوزير الباكستاني، على خطورة تهديد الدولة الوطنية من طرف المتشددين، مشيرا إلى خطورة استفحال ظاهرة الإسلاموفوبيا بالغرب، والتي تؤصل لمناخ التصادم بين مكونات المجتمعات الغربية.
ونبه معالي فيض محمد عثماني، وزير الحج الأفغاني، على الدور التاريخي للمدارس الدينية في بلاد المسلمين في إشعاع الصورة المشرقة للإسلام، إلا أنه في السنوات الأخيرة استولت ايديولوجيات التطرّف على المدارس الدينية، وخرج الآلاف من المتشددين يهددون نظم الحياة.
ودعا “عثماني” إلى ضرورة اعتماد العقلانية، والحكمة، و البعد الوحدوي، وقيم التعايش السلمي في مناهج التعليم للمدارس الدينية.
ثم تحدث معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، عن علاقة الدين بالدولة، ومراعاة خصوصيات كل دولة في تعاملها مع الظاهرة الدينية.
وحذر “النعيمي”، من إختطاف الدين الإسلامي من طرف جماعات التطرّف، و بضرورة التعاون الدولي لاسترداد تسامح الدين و مواجهة ظاهرة التطرّف.
وشدد “معاليه”، على أهمية دور رجال الدين في مواجهة المتطرفين دون الانعزال و التقوقع، والحث على المشاركة على أسس العقد الإجتماعي، الذي أرست قواعده الدولة الحديثة.
كما أشاد معالي الدكتور “النعيمي”، على النموذج القرغيزي في إدارة الشأن الديني، وناشد العلماء على تأصيل مبادئ الإنتماء الوطني. وطالب بضرورة إعداد خطة وطنية لمواجهة التطرّف بتوظيف أكبر للدور الريادي للعلماء في ذلك.
وبعد ذلك جاءت كلمات كل من السيد نورمان عبدالحكيم أبوالحسان، ممثلا لدولة أوزبكستان، والسيد دزاميغوجي حيدروف، ممثلا لدولة أذربيجان، والسيد فرج الله اوليمزودا، ممثلا لدولة طاجيكستان، والسيد عبدالمجيد عثمانوفيتش بيلاتوف، ممثلا لدولة روسيا، والسيد الحازمي عبدالرحمن سعيد عن رابطة العالم الاسلامي ، والذين أشاروا إلى ضرورة التنسيق الأممي، والتعاون بين الدول لمواجهة التطرّف، وتعزيز الدولة الوطنية.
كما أشار الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجتمعات المسلمة، في حديث سابق،أنه ليس هناك اَي تعارض بين الإنتماء للدين الإسلامي الحنيف، وبين مقتضيات المواطنة الحديث، وأن قادة الإسلام المصلحي بدعوتهم لتكفير المجتمعات و الدول يريدون بدورهم خلق حالة تصادم ونفور بين مكونات المجتمعات، خاصة الغربية؛ لخدمة مشروعهم الإرهابي.
ومن الجدير بالذكر، حضر المؤتمر قادة الوكالات المختصة لشؤون الأديان من 30 بلد، وممثلين من المنظمات الدولية الرائدة، وخبراء الدين من مراكز العلوم والأبحاث الأجنبية، وممثلي المجتمعات المسلمة خارج العالم الإسلامي، منهم الرئيس والأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والإمام محمد بشارعرفات، مسؤول البرنامج الأمريكي لتدريب الأئمة على قيم التسامح، والإمام كاري آسيم، مسؤول البرنامج البريطاني لتدريب الأئمة، وصلاح غدير، سلطان الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والدكتور محسن ملك، أفضلي جامعة المصطفى العالمية بقم إيران.
كما حضر أعمال المؤتمر أكثر من 100 عالم من الشرق الأوسط وقرغيزستان.