رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

كبار العلماء: قانون المساواة في الميراث يضرب أحكام القرآن عرض الحائط

 

قالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنها تابعت بإهتمامٍ بالغٍ ما يُثارُ في الآونةِ الأخيرةِ حولَ بعضِ الثوابتِ الشَّرعيةِ المُحْكَمةِ التي يُحاوِلُ البعضُ التحقيرَ مِن شأنِها والإستخفافَ بأحكامِها، بينما يَجتهِدُ آخَرونَ في التقليلِ من قيمتِها، بإخراجِها من إطارِ القطعيَّاتِ المُحكَماتِ إلى فضاءِ الظنِّيَّاتِ.

وأضافت الهيئة في بيان لها، أن مِن تلك القضايا التي زادَ فيها تجاوُزُ المضللينَ بغير علمٍ في ثوابتَ قطعيَّةٍ معلومةٍ مِن الدِّينِ بالضرورةِ، ومن تقسيم القرآن الكريم المُحكَمُ للمواريثِ، خصوصًا فيما يتعلَّقُ بنصيبِ المرأةِ فيه، والذي وَرَدَ في آيتينِ مُحكَمتَينِ مِن كتابِ الله المجيدِ في سُورةِ النِّساءِ، وهو أمرٌ تجاوَزَتْ فيه حَمْلةُ التشنيعِ الجائرةُ على الشَّريعةِ كلَّ حُدودِ العقلِ والإنصافِ.

وأشارت إلى أنه قد سوَّلَتْ لبعضِ الناسِ عُقولُهم القاصرةُ، وخيالاتهم البعيدة عن الشرع وأحكامه، أن الإسلامَ ظَلَمَ المرأةَ حِينَ لم يُسَوِّ بينها وبينَ الرجلِ في الميراثِ تسويةً مطلقةً، وأنه ينبغي أن تأخُذَ المرأةُ -المظلومةُ في زعمِهم!- مثلَ ما يأخُذُ الرجلُ، لا يتميَّزُ عنها في شيءٍ.

ولفتت إلى أنه بناءً على تلكَ الخَيالاتِ المُناقِضةِ لقطعيَّاتِ القرآنِ ثبوتًا ودَلالةً، والتي يَحسبُها أصحابُها إنتصارًا لحقوقِ المرأةِ؛ جهلًا منهم بالتفاصيلِ الحكيمةِ لصُوَرِ ميراثِ المرأةِ في الإسلامِ، والتي تأخُذُ في بعضِها أكبرَ مِن نصيبِ الرجلِ، بل أحيانًا ترث ولا يرث الرجل؛ فإنهم راحُوا يُطالِبونَ هنا وهُناكَ بسَنِّ قوانينَ تُلزِمُ بالتَّسويةِ المُطلَقةِ بينَ المرأةِ والرجلِ في الميراثِ، ضاربينَ بأحكامِ القرآنِ القطعيَّةِ المُحْكَمةِ عرْضَ الحائطِ!.

وأكدت أنه إنطلاقًا مِن المسئوليَّةِ الدِّينيَّةِ التي إضطلع بها الأزهرُ الشريفُ منذُ أكثرَ مِن ألفِ عامٍ إزاءَ قضايا الأُمَّتينِ العربيةِ والإسلاميَّةِ، وحِرْصًا على بيانِ الحقائقِ الشَّرعيَّةِ ناصعةً أمامَ جماهيرِ المسلمينَ في العالَمِ كلِّه؛ فإن الأزهرَ الشَّريفَ بما يَحمِلُه من واجبِ بيانِ دِينِ الله تعالى وحراسة شريعته وأحكامه؛ فإنه لا يَتَوانَى عن أداءِ دَورِه، ولا يتأخَّرُ عن واجبِ إظهارِ حُكمِ الله -تعالى- للمُسلِمينَ في شتَّى بِقاعِ العالمِ، والتعريفِ به في النَّوازلِ والوقائعِ التي تَمَسُّ حياتَهم الأُسَريَّةَ والإجتماعيَّةَ.

وتابعت: هنا يُؤكِّدُ الأزهرُ أنَّ النصوصَ الشرعيَّةَ منها ما يَقبَلُ الإجتهادَ الصَّادرَ مِن أهلِ الإختصاصِ الدَّقيقِ في علومِ الشريعةِ، ومنها ما لا يَقبَل ذلك، فالنصوصُ إذا كانَتْ قطعيَّةَ الثبوتِ والدَّلالةِ معًا فإنها لا تحتملُ الإجتهادَ ولا تقبل التغير بتغير الزمان والمكان والأحوال، وذلكَ مثلُ آياتِ المواريثِ الواردةِ في القرآنِ الكريمِ، والتي يُحاوِلُ البعضُ الآنَ العبثَ بها وإعادةَ تقسيمِ ما وَرَدَ بها مِن تحديد أنصبة على ما يراه هو، لا على وَفقِ ما جاءَتْ به الشريعةُ من أحكامٍ ثابتةٍ بنصوصٍ قطعيَّةِ الثبوتِ قطعيَّةِ الدَّلالةِ بلا ريبٍ، فلا مجالَ فيها لإعمالِ الإجتهاد.

واستطردت: قد أكَّدَ الأزهرُ الشريفُ قبلَ ذلكَ مرَّاتٍ عديدةً أنَّ هذا النوعَ من الأحكامِ لا يَقبَلُ الخوضَ فيه بخيالاتٍ جامحةٍ وأُطروحاتٍ تُصادِمُ القواعدَ والمُحكَماتِ.

وأوضحت: النصوصِ الظنيَّة الدَّلالةِ، فإنَّها تقبل الإجتهادَ والنظرَ، غيرَ أن الإجتهاد فيها مقصورٌ على أهل الإختصاص المشهود لهم بسعة العلم وبالدِّين والورع.

ونصحت قائلة: اقرؤوا أيُّها المسلمون في الشرق والغرب في نهاية آية الميراث: ﴿فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ﴾ ثم قوله تعالى بعد ذلك: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾.

وألمحت إلى أن،والأزهرُ الشريفُ يحذر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من هذه الفتنة ومن دعاتها، ويَرفُضُ رفضًا قاطِعًا أيَّة محاولة للمَسَاسِ –مِن قريبٍ أو بعيدٍ- بعقائد المسلمين وأحكام شريعتهم، أو العبث بها.

واختتمت: وليعلَم الجميع أنَّ رسالةَ الأزهر الشريف، وبخاصةٍ ما يتعلَّق منها بحراسةِ أحكام دين الله وبيانها للناس، هي رسالةٌ عالمية لا تَحدُّها حُدُودٌ جُغرافية، ولا توجُّهات عامة أو خاصة، يتحمَّل عبئها رجال من «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ».

2018/11/26 5:56م تعليق 0 741

ذات صلة

أيام العتق

    كتبت ـ هانم داود   شهر رمضان به عشر الرحمة وعشر المغفرة، والعشر الأخيره من شهر رمضان، عشر أيام العتق من النار. اللهم أدركنا برحمتك وشفاعة نبيك الكريم صلوات الله وسلامه عليه، اللهم أجرنا من النار وعذاب النار. في العشر الأواخر من رمضان،...

“الإفتاء”: يجوز للمرأة السفر إلى الحج دون محرم

أرسلت إحدى السيدات سؤالًا لدار الإفتاء المصرية، حول حكم السفر للحج دون محرم، جاء فيه "عمري الآن تجاوز 52 سنة، فهل يحق لي الذهاب إلى الحج من دون محرم؟". وأجابت الإفتاء، على السؤال بأنه يجوز للسائلة السفر لأداء الحج مع صحبة...

خطيب المسجد الحرام: غزو اللغة يغير في عام...

قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن للمشاركة الحضارية والثورة التقنية دور رئيسي في إنكماش اللغة العربية وتهميشها حتى تحول منحاها فإنحرفت عن مسارها وسياقها الصحيح. وأضاف الشريم، فى خطبة الجمعة، أن هذا الإنحراف تسبب...

أمين الفتوى: ليس شرطًا ارتداء الحجاب لقراءة الأذكار

قال الشيخ علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الحجاب لا يشترط لقراءة أذكار الصباح والمساء، كما أن الوضوء ليس بشرط لقراءة الأذكار. وأوضح «فخر» خلال لقائه على قناة الناس" أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يذكر الله...

رد علي جمعة على شخص يسأل عن حكم...

أرسل شخص سؤالا إلى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق يقول فيه: " أعمل 18 يومًا فقط بالإتفاق مع الزملاء والإدارة فهل لي أن أخذ مرتب الشهر كاملًا " ؟ رد المفتي السابق: العمل على نوعان ، الأول: المهم إنجاز...

“الإفتاء” توضح ملابس الإحرام للنساء

مع بدء موسم الحج، تتزايد الأسئلة التي تتعلق بحج المرأة، وملابسها، وسلوكها وما الواجب عليها خلال اداء الفريضة؟.. وفي ذلك الإطار أرسلت إحدى السيدات سؤالًا لدار الإفتاء تضمن الآتي: "ما هي ملابس الإحرام بالنسبة للمرأة؟" أوضحت "الإفتاء"، عبر حسابها الرسمي...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز