رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب “المعادلة الصعبة”

كما جرت العادة في التعاطي مع كل شيء جديد، انقسم قراء الجرائد الورقية اليومية، حيال التعامل المبدئي مع الصحافة الإلكترونية، بتفاصيل وأزرار وشاشات، خلقت حاجزا نفسيا بينها وبين بعض من يجلس أمامها، بعد أن كان القارئ يذهب مسرعا إلى بائع الجرائد ليبتاع ما شاء من أعدادها اليومية، حيث كانت لكل قارئ خصوصيته في التعامل مع صفحات الجريدة، فمنهم من يبدأ بالصفحة الأولى والمانشيت الرئيسي، وصولا إلى الصفحة الأخيرة. والبعض الآخر يبدأ من حيث انتهى الآخرون، من صفحة الجريدة الأخيرة. أما متابعو الرياضة والفنون، فكانوا يعرفون طريقهم بسرعة إلى صفحاتهم المتخصصة.

ولأن دوام الحال من المحال، فقد تبدلت طقوس نفس قراء الجرائد الورقية اليومية، إلى الرضا بالواقع، تماشيا من ثورة اتصالات وتكنولوجيا، لم تأبه باندهاشهم، ولم تعرهم أدنى التفاتة، متخطية كل ما يمكن أن يتخيله البشر، هذا إذا أسعفته ذاكرته التي احتارت ما الذي تستطيع أن تبقيه من معلومات ضيفا عليها.

إذن من فقد متعته في التعامل مع أوراق الجريدة وأحبارها، هو نفسه من استطاع أن يبدلها بمتعة الانتقال السريع مع أخباره، من أقصى المعمورة إلى أقصاها، وقد أغراه تعدد الخيارات أمامه ـ حتى في الخبر الواحد ـ إلى الانتقال من موقع لآخر، ومن جريدة لأخرى، بل ولثالثة ورابعة ما شاء، إذا استطاع أن يجاري عرضهم جميعا للخبر أو الموضوع الواحد.

إنها سنة الحياة، تبديل القناعات التي لم يكن يتخيل الإنسان ـ مجرد التخيل ـ أنه سيستغنى عن بعضها ما حيا، لكننا دائما ـ وإن كنا نروض بعض تفاصيل الطبيعة، في بعض الأحيان ـ إلا أننا يظهر ضعفنا أمام صنيع البعض منا. فالتغيير من السنن الكونية التي تفرض نفسها على واقعنا.

عندما كانت الصحافة الورقية في عز ازدهارها، متربعة على عرش وسائل الإعلام، فكانت مصدر كل أخبارها، كنا نباهي ـ بلا حدود ـ بمدارسنا الصحفية، حيث كانت معظم هذه المدارس مرتبطة بأسماء فطاحل الصحافة المصرية الذين أداروها بكل اقتدار، وكانت (المهنية، ثم المهنية، ثم المهنية) شعارا أطلقته الصحف الورقية، بما يتوافر أمامها من مساحة زمنية لا بأس بها، قبل أن تعرف المادة الصحفية طريقها إلى النشر، وقتها كان الصحفي النشيط يتفوق على أقرانه من الصحفيين الذين يعملون في أقسام مماثلة في الجرائد الأخرى، من خلال السبق الذي كان حريصا أن يصل إليه، من خلال توطيد علاقته بمصادره، وملاحقتهم كظلهم، فما كان أمام المصدر إلا الاستسلام لهذا الصحفي، وكانت نتيجة هذه المطاردة (سبق ثمين)، يتسبب في كمية لا بأس بها من حقد موجه إلى هذا الصحفي، لكنه في النهاية ينال إعجاب حتى من حقدوا عليه.

والآن ومع مرور الأيام، وإنشاء أقسام للعلاقات العامة والإعلام في بعض الوزارات والهيئات الحكومية، اختفى الصحفي صاحب السبق، وأصبحت هناك أخبار (طبق الأصل) مع اختلاف بسيط جدا، يتمثل في تغيير اسم الصحفي، من جريدة لأخرى، هذا على مستوى الصحف الورقية، أما على مستوى الصحف الإلكترونية، فقد حل توقيت بث الخبر، محل الخبر السبق، لكن مع اختلاف كبير جدا جدا جدا، هو عدم توافر المهنية، إذ نرى أنه كل ما يهم المواقع والجرائد الإلكترونية أن تسرع في بث أخبارها، حتى وإن افتقرت إلى أبسط متطلبات المهنية، وهو الغالب الأعم، حتى مع الجرائد والمواقع الإلكترونية الأوسع  والأسرع انتشارا.

لذا قطعنا عهدا على أنفسا، كفريق عمل (القاهرة اليوم نيوز) أن نحقق (المعادلة الصعبة) ونجتهد قدر طاقاتنا، فنعيد السبق الصحفي لسابق عهده، ولنجعل من المهنية شعارا، نعيد به تربع صاحبة الجلالة على عرش وسائل الإعلام.

2018/06/11 5:33م تعليق 0 2299

ذات صلة

إيهاب مباشر يكتب «هيطلعوا يشتغلوا إيه؟!» 

    استمعت إلى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء افتتاحه «مراكز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية» في طريق العين السخنة، حيث تابع سيادته شرحا تفصيليا لمخطط مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية، وشاهد مجموعة من القاعات الخاصة داخل المركز لاختبار وتوثيق البيانات...

إيهاب مباشر يكتب «مُوسم جَلْدِ المُعَّلِّم»

        في مثل هذه الأيام من كل عام، ألحظ هَبَّةً غير مسبوقة من أولياء الأمور، على مواقع التواصل الاجتماعي، تنال من كرامة المعلم، لأنه تجرأ وأعلن عن بدء حجز مجموعات الدروس الخصوصية، أول أغسطس. بعضهم يلومه أنه بدأ مبكرا، وحثه على...

إيهاب مباشر يكتب “أليس فيكم إعلامي رشيد؟!”

ما إن أمسك الرئيس السيسي بالميكروفون؛ ليعقب على انتشار العشوائيات في ربوع مصر، وكيف أنها تضر بالرقعة الزراعية، وبالأمن القومي المصري، ضررا لا يقل خطورة عن سد النهضة والإرهاب - عندما كان يفتتح بعض المشاريع بالإسكندرية - حتى تمنى...

إيهاب مباشر يكتب .. «مساحة القبح كانت الأكبر...

        انقضى الشهر الفضيل، وجاء بعده العيد السعيد، وها هو قد انقضى مثلما ينقضي كل شيء، فكل عام وأنتم من عواده. انقضى شهر رمضان الفضيل، بأخلاقه التي شُوِّهَتْ جراء ما قدم على شاشات الفضائيات من مشاهد عري وخلاعة تحت مسمى (الدراما)،...

إيهاب مباشر يكتب #تمشيها جمايل_ولا تعدل المايل_ولا تهد...

    من حوالي ٢٠ سنة تقريبا، وفي مبنى جريدة الجمهورية القديم، كان هناك صديق خلوق، وأحسب كل من صادقتهم وزاملتهم في الفترة التي عملت فيها بجريدة الجمهورية وما بعدها، أحسبهم على خير، فما زالوا أصدقاء وتربطني بهم أواصر الأخوة والمحبة...

إيهاب مباشر يكتب .. شكرا سلطان الخير (...

ما زلت أعدد الأسباب التي أعتبرها أسرارا خفية بيني وبين الأماكن، في ارتباطي بإمارة الشارقة، دون باقي الأماكن التي زرتها بطبيعة عملي في الخارج، وكلها تتمحور في دول الخليج. وقد توقفت في حديثي السابق عند مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز