الكرتونة في اللغات الشرقية هي نوع من الأشكال الكرتونية علي صورة مستطيل أو مربع يغلق من اسفله ويفتح من أعلاه، وقد تم اصطناعه كبديل اقتصادي للصناديق الخشبية،خاصة مع ارتفاع تكلفة متر الخشب الي اثني عشر ألفا من الجنيهات في مصر، علي تطور ماكينات كبس الورق المستعمل لصناعة الكرتون بدرجاته، ولكن ليس الكرتون المقصود هو الهيكل فقط بل المنح الغذائية التي تمنحها الجمعيات الأهلية في مصر والتي مصدرها القطاع الانتاجي في القوات المسلحة والشرطة كذلك كنوع من الرغبة منهما في حل الأزمة الاقتصادية وانخفاض مستوي الدخل لبعض الفئات .
ولكن السؤال المراد طرحه: ما هي الفلسفة الاجتماعية والاقتصادية المعبرة عن تلك الظاهرة في عالمنا الثالث فقط ؟
أولا لابد من توصيفها التوصيف الصحيح علي انها نوع من المعالجة الوقتية لأزمة مستعصية، وكذلك خلق نوع من الاعتماد المرضي الذي يقتل البعد الإنتاجي في الشخصية المصرية، ومن هنا لابد من تحقيق أنماط العلاقة في حكمة الكرتونة تلك، نجدها ممثلة في الجمعيات الأهلية التي تعمل كوكلاء لأطراف فاعلة من ثنايا الدولة العربية، ذلك لأن الكرتونة في النهاية معادل موضوعي للرشاوي الاجتماعية التي أقرتها دولة الرفاهية البترولية حال السبعينيات ولكن الفارق ما بين الكرتونة والمنحة الملكية فارق كبير ،مع أنه كلاهما يخضع لفكرة الجهد المخطط لإفساد الحياة العامة وتحقيق نوع من الولاء واجتذاب الرأي العام .
ولكن حكمة الكرتونة تعني في النهاية الخلل في دورة التوزيع من المنتج الي المستهلك وهي دورة هامة في حياة أي رأسمالية واي سوق وكلاهما غير متوفر في أنماط راسمالية الدولة المشوهة التي نحيا في اتونها .
والسؤال المهم هنا هل الكرتونة قادرة علي خلق جهات مصنوعة قادرة علي تطويع الرأي العام في أي حملة علاقات عامة قادمة.؟
وهل الكرتونة بديل لإعانة البطالة وكذلك نوع من التعويض عن اليأس من إيجاد فرص عمل أو معالجة لحالة التراجع الاقتصادي على مستوي سوق العمل كمؤشر للاقتصاد .
ويبقي السؤال الهام :هل أنتجت حكمة الكرتونة بالفعل طبقة جديدة تنتظم التدليس على الجمعيات الأهلية، أم هي نوع من استمرار حملة العلاقات العامة التي تتجافي مناطق الخلل والتي ستنفجر كبؤر سرطانية في حركة الاقتصاد على مستوى العالم الثالث بأكمله مع اختلاف محتوى الكرتونة وشكلها الفيزيائي .
والأهم ما هي نتائج تلك التشوهات الهيكلية على مستوى الوعي الخاص بالأجيال القادمة، ودعك من الحالي فقد عشق شكل الكرتونة لأنها تعوض فشله في تحقيق متطلبات بيته.