جاء الاعلام المصري من خلال الدراما التي قدمت السلوك غير المباح في صورة متناهية ومتدرجة منذ بداية السبعينيات، حيث تم تقديم عدة موجات أولاها سينما المقاولات، كاستمرار لموجة الهبوط المصاحبة لتلك الافلام التي صنعت في بيروت في فترة ما بعد هزيمة سبعة وستين، ولكن مؤسسات الانفتاح التي جاءت مع قرارات عام أربعة وسبعين، أدي لتراجع الدولة عن دورها في رعاية الفن السابع وصناعته، وبالتالي جاءت موجة سينما المقاولات، كصدي اجتماعي لشخصيات تحققت في الواقع مثل توفيق عبدالحي وهدي عبدالمنعم، وكذلك كم الدعاية المرصودة لإدانة أساطين شركات توظيف الأموال، ولعل ذلك الجدل المثار قد خلق بعض الشرعية لبعض نماذج الفساد، خاصة مع تنامي عدد المستفيدين اقتصاديا؛ مما خلق نوعا من المبرر الاجتماعي للفساد، حيث تخلق المصلحة نوعا من التبرير المتنامي، خاصة مع نوع من التكيف القانوني بنمط الثغرات القانونية، مع خطورة فكرة الاستثناء بطرح نماذج استثنائية ممثلة في بورسعيد كمدينة حرة، مما أضر بحركة الاقتصاد المصري من خلال مافيا التهريب عبر بحيرة المنزلة، وبالتالي وأد نظام اقتصادي لطرح نظام جديد لم يؤسس له اجتماعيا، بل مورس نوع من التشويه الاجتماعي لمدة ثمانية عشر عاما .

وبالتالي جاءت صناعة السينما، لتخلق فكر الأزمة ممثلا في المعالجات الاستهلاكية المناسبة لفكر السينما الهوليودية التي خلقت نوعا من شرعية العنف، حيث يكتسب العنف شرعية تأسيس هناك ،حيث فكر المستوطنات القائمة على تقبيح وإزالة الآخرين من الوجود وهو أمر يخلق شرعية العنف.

وبالتالي جاءت مرجعية السينما الأمريكية، علاوة على تراجع الفهم الاستراتيجي لصالح الفهم التجاري، وبالتالي تم التأسيس لاعتبار تهميش القيم وتقديس مفهوم الربح، وبالتالي تراث تهميش القيم لصالح المفاهيم المجردة التي تفترض مشروعا فكريا في أغلب تسويقاته أنه مشروع غير مربح.

كل تلك الترسبات أدت لخلق جبال من الفهم البراجماتي، الذي أدي لخلق المصلحة أولا وبالتالي تراجع المنظور الأخلاقي لصالح مفهوم اللذة، وهو منتج طبيعي لفترة بذل فيها تغيير ممنهج للوعي الجمعي المصري وهو ما أنتج تلك النماذج المشوهة.

حفظ الله مصر.

يتبع ..