

كتبت ـ دينا شفيق
فنانة تخصصت في أداء الأدوار الدرامية والميلودرامية، إنها سيدة المسرح، الفنانة أمينة رزق التي ولدت بإحدى القرى المجاورة لمدينة طنطا في 15 أبريل عام 1910. مشوارها الفني جسدت أمينة رزق أدوار الأم والزوجة العاقلة والمضحية من أجل أبنائها ببراعة، حتى أطلق عليها النقاد لقب «أم الفنانين»، وانتقلت مع والدتها للعيش في القاهرة مع خالتها الفنانة “أمينة محمد” عقب وفاة والدها وهي لا تزال في الثامنة من عمرها، وكان لخالتها الأثر البالغ في حبها للتمثيل. قدمت أمينة رزق 96 عملًا تليفزيونيا، و152 فيلمًا، واختير فيلمها “دعاء الكروان” من بين أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
دورها في المسرح ظهرت الفنانة الراحلة لأول مرة على خشبة المسرح عام 1922، حيث قامت بالغناء في إحدى مسرحيات فرقة “على الكسار”، إلا أن بدايتها الحقيقية كانت عام 1924 من خلال مسرحية «راسبوتين» مع فرقة “رمسيس” التي أسسها عميد المسرح العربي “يوسف وهبي”، وقدمت حوالي 200 مسرحية من أبرزها “السنيورة” و”إنها حقا عائلة محترمة” و”يا طالع الشجرة”.
“حبها” ليوسف وهبي بعد عزوف أمينة رزق عن الزواج نهائيًّا تكاثرت الأقاويل عن حالة عشق تمر بها لعميد المسرح العربى يوسف وهبى، ولم يكن انضمام أمينة لفرقة عميد المسرح العربي بداية حقيقية لفنها فحسب، وإنما أيضًا كان بداية لحبها ليوسف وهبى، حيث أعجبت بإنسانيته وخفة ظله، لكنها لم تجرؤ يومًا على أن تفتح قلبها له، خاصة أنها لم تجد منه تجاوبًا.
وقالت أمينة رزق إنه تقدم لها العديد لخطبتها، وكان منهم شخص يدعى وهبي، ومع إصرار عائلتها عليه وافقت على الخطبة منه، ولكنها بعد فترة استغلت سفره إلى الخارج وأرسلت إليه شبكته، وعادت إلى عملها بالفن، ومع مرور الزمن طلب ذلك الرجل زيارتها ووافقت وعلمت بعدها أنه تزوج من فتاة أجنبية. الحقيقة أن هناك تضاربًا في حقيقة حب أمينة رزق ليوسف وهبي، ومع ذلك فإن القصة أحادية الطرف لم تكلل بالزواج.
الفيلم المسيء فيلم “سعاد الغجرية” من الأفلام المصرية النادرة التي قدمتها الفنانة أمينة رزق عام 1928، وتدور أحداثه حول غجر يختطفون فتاة جميلة ويأتون بها من آسيا الصغرى إلى مصر، وعرض الفيلم لمدة أسبوع واحد فقط فى سينما متروبول، وشنت الصحافة هجومًا واسعًا على هذا الفيلم، معتقدة أن الفيلم فيه إساءة إلى مصر.
وفاتها أمينة رزق كانت مثالا للإصرار والكد ورفضت في سنواتها الأخيرة فكرة الاعتزال، رغم حادث السيارة الذي تعرضت له وإصابتها بكسور في ساقها، وظلت أمينة رزق طوال حياتها متماسكة وتشغل أوقاتها بالتمثيل، لكن قبل وفاتها بشهرين هاجمها المرض بشدة وظلّت فى صراع دائم معه، حتى تمكن منها في النهاية ورحلت عن عالمنا في 24 أغسطس 2003 إثرهبوط حاد فى الدورة الدموية أدى إليه ورم حميد فى الرئة اليسرى.