رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

إيهاب مباشر يكتب «إعادة تدوير»

 

 

 

قديما كان يطلق على الصحافة “مهنة البحث عن المتاعب”، لأنه وبالمعنى الصريح للكلمة، كان الصحفي “يطلع عين إللي جابوه” من أجل أن يحصل على سبق يستحق النشر، عندما كانت المنافسة على أشدها، وقت أن كان رئيس القسم يتردد كثيرا، قبل أن تتجرأ قدماه وتحمله إلى اجتماع التحرير اليومي، لأنه سيكون بين أمرين لا ثالث لهما، إما الإشادة برجاله في القسم، نظرا لكمية ما حصلوا عليه من سبق، لأخبار لم يصل إليها القسم المماثل في الصحف الأخرى ـ حين كانت تعتبر الصحف كلها منافسة ـ وإما “شرشحة” من النوع الفضفاض، وهذا أيضا بالمعنى الصريح للكلمة.
وإذ أنني أتذكر بداية التحاقي بالتحرير في القسم الثقافي والأدبي والفني، بجريدة الوطن العمانية، وبسبب شغفي بهذه المهنة، كنت أستأذن بعض الزملاء، في التغول على مصادرهم الصحفية؛ حتى أفوز بسبق صحفي منهم، وكان ثمرة ذلك، أنني كنت أحوز السبق لأخبار تقديمية، لشهرين أو ثلاثة، وكان لدي من رصيد الحوارات والتحقيقات الصحفية – التي كنت أقوم بها على هامش تغطية الفعاليات – ما يجعلني مطمئنا لرصيدي من الكتابات الصحفية، الذي سيكفيني لأسابيع قادمة، وكان هذا يسبب إزعاجا لبعض الزملاء الصحفيين، الذين يعملون في الأقسام الثقافية والفنية، لصحف أخرى منافسة، خصوصا وأننا كنا نعيش في سلطنة عمان وقتها، حالة ثقافية وأدبية وفنية استثنائية، احتفاء بمسقط عاصمة للثقافة العربية، ولقد كرمت أنا شخصيا، من جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، وقت أن كان وزيرا للتراث والثقافة حينئذ.
نأتي إلى ما أصاب المشهد الإعلامي اليوم، وأخص به المجال الصحفي، سواء ما يكتب في إصداراتها المطبوعة، أو ما ينشر في المواقع الأخبارية، وما أغزرها، حينما نقرأ خبرا في قسم الحوادث على الخصوص، ثم يأتي آخر ويأخذ نفس الخبر، وعينه على شيء واحد يريد تحقيقه، وهو وصول خبره إلى رأس قائمة الأخبار، على محرك البحث (جوجل)، فيغير في عنوان الخبر، بكلمات أقرب إلى ما كان يطلق عليه (فرقعة صحفية)، ولكن هذه المرة بتضليل القارئ، والزج بألفاظ بعيدة كل البعد عن الحقيقة، مثل (تعرف على حقيقة حادثة ..)، أو (ماذا وصل التحقيق في قضية ..)، أو (اعرف كم وصل عدد الوفيات في حادثة ..)، مع العلم أن هذا الصحفي أو ذاك، لم يضف كلمة واحدة، على الخبر الأساسي الذي تناقلوه جميعا، غير التبديل والتغيير في مقدمة الخبر ونهايته، وللأسف هذا الموضوع يتكرر يوميا عشرات المرات، في خبر واحد، وبعناوين مختلفة، وفي كل مرة يضيف المحرر كذبة جديدة، تضاف إلى كم الكذب الهائل، الذي أضافه زملاء له في مواقع إخبارية متعددة، وما يزيد أسفي أن هذه المواقع التي تقوم بعملية (إعادة تدوير الأخبار)، كلها معروفة ومحسوبة على المواقع الأكثر انتشارا، وأخبارها تحقق تريندا، بالكذب والتضليل والادعاء وإعادة التدوير، دون رقيب أو حسيب من المسئولين المباشرين لهم، أو مديري ورؤساء تحرير هذه الصحف أو مواقعها، فيما يبدو أنه اتفاق على الخطأ المهني الفادح، في زمن عزت فيه المهنية، لحساب التريند، بإعادة التدوير.

2021/06/16 12:12ص تعليق 0 519

ذات صلة

إيهاب مباشر يكتب «التجربة السودانية الملهمة»

    في لقاء جمع السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بوزيرة العمل والإصلاح الإداري بالسودان سعاد الطيب؛ لتبادل الخبرات حول قضايا الهجرة والعاملين بالخارج، ثمنت الوزيرة المصرية، تجربة الأشقاء في السودان، في التعامل مع ملف المغتربين، وتنظيم...

إيهاب مباشر يكتب “أليس فيكم إعلامي رشيد؟!”

ما إن أمسك الرئيس السيسي بالميكروفون؛ ليعقب على انتشار العشوائيات في ربوع مصر، وكيف أنها تضر بالرقعة الزراعية، وبالأمن القومي المصري، ضررا لا يقل خطورة عن سد النهضة والإرهاب - عندما كان يفتتح بعض المشاريع بالإسكندرية - حتى تمنى...

إيهاب مباشر يكتب .. «لمصلحة مَنْ ؟!»

      في رد فعل سريع لمقالي السابق «التداعيات الخفية للدراما الرمضانية» ومقالي الذي سبقه «مساحة القبح كانت الأكبر أيها السادة»، وبما يحفز أكثر على مناقشة قضايا جادة، تهم شريحة الآباء والأبناء، وشرائح كثيرة في المجتمع المصري، بل والمجتمع العربي، هاتفني...

إيهاب مباشر يكتب «مشروع حضاري عملاق»

    في مناقشاتنا ومناظراتنا وتحليلاتنا لأي قضية أو مشروع فكري أو تنموي، تتعدد اتجاهاتنا وطرق معالجتنا لها، تبعا لتباين خلفياتنا المسبقة عنها، فمنا من يدلي دلوه على أساس أنه (سمع ورأى)، ومنا من (سمع فقط)، ومنا من (لم يسمع ولم...

إيهاب مباشر يكتب «مُوسم جَلْدِ المُعَّلِّم»

        في مثل هذه الأيام من كل عام، ألحظ هَبَّةً غير مسبوقة من أولياء الأمور، على مواقع التواصل الاجتماعي، تنال من كرامة المعلم، لأنه تجرأ وأعلن عن بدء حجز مجموعات الدروس الخصوصية، أول أغسطس. بعضهم يلومه أنه بدأ مبكرا، وحثه على...

إيهاب مباشر يكتب “المعادلة الصعبة”

كما جرت العادة في التعاطي مع كل شيء جديد، انقسم قراء الجرائد الورقية اليومية، حيال التعامل المبدئي مع الصحافة الإلكترونية، بتفاصيل وأزرار وشاشات، خلقت حاجزا نفسيا بينها وبين بعض من يجلس أمامها، بعد أن كان القارئ يذهب مسرعا إلى...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز