رئيس مجلس الادارة : إيهاب مباشر

رئيس التحرير : حنان الشايب

هانم داود تكتب «النَّصَّاب والطَّمَّاع»

 

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ -إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ -وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) ).
إن حالة الطمع التي وصل إليها بعض الناس من البسطاء، وتطلعهم الى الربح العالي السريع، دون تعب، دفع بهم إلى بيع أراضيهم وعقاراتهم والمواشي، وأموال تم جمعها بالكد والشقاء والعذاب في الغربة، حتى يُكوّن الشخص نفسه ماديا، ويعود الى وطنه ميسور الحال، فيقابله نصاب، مستغلا حالة الطمع التي تنتابه، وفي النهاية نجد نصابا أجهز على طماع.

والسؤال هنا: لماذا لا يفكر هذا الشخص ـ الذي تعب في جمع أمواله ـ فيكمل مسيرته في الحياة، و يقيم مشروعا يضع فيه أمواله ويديرها بنفسه، ويعلم أبناءه في حياته العمل وكسب الرزق من التجاره والمشاريع المختلفه، لماذا يسلم ماله وروحه إلى شخص ما، لمجرد أنه يثق فيه، ويلقي له أمواله، مقابل إيصال أمانة، لا يسمن ولا يغني من جوع، في الوقت الذي يهرب فيه هذا النصاب المتسريح من عقاب الحكومة.
يفوز النصاب بالنصب والاستيلاء على ملايين الجنيهات، يوزعها، يهربها في الخفاء إلى أقاربه وأبنائه، أو يدفنها في مكان ما، ونسي أن الله يراه ويعلم نيته، وأن الله سيعاقبه، وأن المال الذي نهبه من الناس، سيعود عليه في الدنيا بالمرض والوبال له ولأبنائه، وأن أبناءه سيصابون بأمراض مستعصيه، لن يعالجها المال الحرام.
قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الْجَنَّةِ كُلَّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ -مِنْ حَرَامٍ- فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»
إن النصاب يسعد بمال جمعه من دم الناس، بعض الوقت، ويختفي هذا المستريح ويهرب بعيدا عن أعين الناس، لكن عين الله تراه.
في حديث لرسول الله، صلى الله عليه ويسلم يقول فيه: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره».
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .

ولا تنس أيها المستريح النصاب أن ما بيدك الآن هي أموال الناس، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
لماذا يثق البسطاء في النصابين؟ كيف يدع انسان عاقل أمواله في يد شخص ما، مهما كان يثق فيه، لماذا تكتب على نفسك أن تقع فريسه النصب والاحتيال ؟
يجب أن يعلم النصاب أن الله سيعاقبه { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }..[فصلت:19-21].
لابد وأن يتذكر النصاب حديث رسول الله صل الله عليه وسلم، رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ – عَن عُمُرِه فيما أفناهُ – وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ – وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ – وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ- “.

2022/05/17 1:56م تعليق 0 351

ذات صلة

هانم داود تكتب «ثقافة وطنية»

الثقافة الوطنية هى التراث الفكري لكل منطقة جغرافية، تتميز به كل أمة ودولة ومنطقة عن بعضها البعض، حيث تمتلك خصائص جغرافية وتاريخية ومناخية وعقائدية وتقاليد صارمة، وتعتبر أساسا في تكوين الشخص على مدار رحلته العمرية، التي تختلف عن مراحله...

هانم داود تكتب «انتماؤهم أقوى من الرصاص»

    بالرغم من تجريم اعتقال الأطفال وتقديمهم لمحاكم عسكرية، يتم اعتقال أطفال فلسطين، وهم يلعبون في الشوارع، أو في الطريق إلى المدارس، و من منازلهم ليلاً. ويهدف الاحتلال من اعتقال أطفال فلسطين تحطيم نفسياتهم،حتى لا يتجرأ الأطفال على مهاجمة الاحتلال. وتواصل سلطات...

هانم داود تكتب “لم أسمعه”

حين تشعر وأنت تأخذ رشفه من فنجان القهوه أنك سلطان زمانك وخصوصا وسط أحبتك، وتشعر بصفاء الذهن والراحة النفسية ويحلو الحديث بين الأحبة والصُحبة، وتتلاشى وتذوب الآهات كما تذوب قطعه السكر فى الفنجان وذوبان غزل البنات فى فم الصغار ممكن أن...

هانم داود تكتب كلمات عن “الأمل”

الأمل كضياء الشمس يضىء الدنيا بعد الظلام، ويضىء قلوبنا فلا ينتابها الأوهام. الأمل يبعث فى نفوسنا المثابره والإقدام، ويضىء طريق السلام، الأمل يملأ أنفسنا بحسن الظن بالله، وبالتالى يرضينا الله. الأمل يشعرنا ببهجه الحياه وبالتالى تكون قريبا من الله، الأمل والدعاء...

هانم داود تكتب «سيكوباتي» 

        يتعرض الأطفال الذين يعيشون حياة محفوفة بالتجاهل والإساءة والاهانه من قبل الوالدين، أو الذين يتعرضون لمشاكل الأسرة المستمرة، إلى ما يسمى بالسيكوباتية. والسيكوباتيه في تعريفها كمصطلح نفسي يعني تعمد الشخصية المعادية للمجتمع إلى معاداة الآخرين في مواقف مختلفة، وغش من...

هانم داود تكتب «الاختيار»

  يقدم لنا الجزء الثالث من مسلسل الاختيار معلومات حقيقيه، ‬حول‭ ‬مواقف‭ ‬الشرفاء‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة،‭ ‬أبناء مصر الحره، وكلنا يعلم أن قواتنا المسلحه صمام الأمان لمصر الغالية، ولكل بلادنا العربيه، ‬يظهر في المسلسل كيف تصدت القوات المسلحه للعمليات...

جميع الحقوق محفوظة © 2024 القاهرة اليوم نيوز