قال الحبيب علي الجفري، الداعية الإسلامي، إن مفهوم العدل والظلم في حق البشر يتعلق بالتعامل بين مستوياتهم، ومفهوم العدل في حق الله تعالى يستحيل عليه الظلم، فالظلم أن تتصرف في غير ما تملك وهو مالك الوجود كله.
وأوضح «الجفري» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «لماذا خلق الله الشر؟ لماذا بعض الناس لا تتحقق لهم العدالة إلى أن يموتوا؟»، أنه إذا كانت المسألة تنتهي بالموت، ولو لم يكن هناك بعث ونشور وحساب، فبلا شك فإنه لا توجد عدالة، ولكان إصابة الأطفال بأمراض السرطان وما نحوها من الأمراض التي تجعلهم يتعذبون حتى الموت هي مواقف غير عادلة، ولكان أن يُظلم الضعيف ويموت دون أن يأخذ حقه، ليس عادلًا، وهذا فقط مالم يكن هناك الدار الآخرة.
وأضاف إذا كنا نؤمن بالله تعالى وبكتبه ورسله وملائكته والبعث والنشور والحساب والميزان والجنة والنار ، وكل هذه الأمور فلا مجال للظلم في هذه الحالة، لأن الفصل الثاني الذي يأتي يوم القيامة فيه يؤخذ لكل ذي حق حقه، بل أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يقتص يوم القيامة للشاة التي بلا قرون من الشاة ذات القرنين التي نطحتها في الدنيا، فقال: « لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» ، فهناك عدل دقيق يقوم ميزانه يوم القيامة، وهذا العدل لا يحدث في الدنيا لأنها ليست دار جزاء، فهي دار عمل ودار سعي، أما الآخرة فهي دار جزاء.
وتابع:أما بالنسبة لمن لديه شك أو لم يؤمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله، فهو ليس محل هذا السؤال حيث إنه يعبث مع نفسه، ويغالط نفسه عقليًا ليقر نفسه على الإلحاد، فيأتي بشُبهة بعد شُبهة ، فالبحث العقلي والمنطقي لا يقوم على ذلك، ولكنه يقر بوجود أوليات وأدلة عقلية، منوهًا بأن كل ما يحدث في الدنيا ليس بعيدًا عن علم الله عز وجل، وأنه تعالى سيقتص للمظلوم من الظالم ويعطيه حقه وافيًا كافيًا.
