الاختلاف بين أفراد المجتمع الواحد ، أو داخل البيت الواحد أمر طبيعي ، و بالاختلاف تتكامل الأمور وتوضح المسائل ويقنع كل طرف بأن هذا الحل والرأي الصحيح يؤدي الى اتفاق ممكن أن يسري بيننا بنجاح وينير الدرب، مع التمسك بالقيم والأخلاق، وليست العنجهيه ولا مبدأ القوه، من كل موقف نتعرض له، ومع كل اختلاف نكتسب خبرات عديده، ومن حق الآخر أن يطرح وجهه نظره ، اعلم أنك انسان عاقل في الأول والآخر سيحاسبك الله.
مهما نختلف في تفاصيل الأشياء، توجد ثوابت وقيم لا يمكن المساس بها، لكن يكون الاختلاف مقبولا في العمل ونمط المعيشه من مكان لآخر، الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين في كل شيء، في عقولنا وأفكارنا وأشكالنا ولغتنا وبصمة الصوت والأصابع
فلا نتضايق ولا نثور مع أول اختلاف في الرأي.
تجد الأخوه والأقارب والأصدقاء والجيران والدول كلها لمجرد اختلاف في الرأي، يُغلق الهاتف في وجهك مع ارسال كلمات تعصب وغضب، ويقطع كل أسباب الصله بينكم، ويعلن الحرب لمجرد الاختلاف في الرأي معه، وأحيانا يُعيد لك هداياك والدوله تسحب السفير ،ويفصل معك نهائياً، دون أن يفكر أن رأيه يحمل الخطأ والآخر على صواب، ويعلن أسلحة العدواه والبغضاء. الحياه ليست حرب، اعلم أن الطرف الذي تعاديه يجوز أن يكون على حق، وأنت تظلمه ودعاؤه عليك ينال القبول من الله، ولا تتهمه بالسوء وتُلقي عليه التُهم وتتهمه بالفواحش لمجرد أن رأيه لا يعجبك، وأن الشخص الذي أعلن وجهة النظر في الموضوع يجوز أنها على حق فعلا تتهمه بالانحياز للآخر.
لابد من تقبل وجهه النظر المعارضه طالما الحوار مبنيا على البراهين المنطقيه، ولا نرفض لمجرد السيطره والتحكم والاعتزاز بالنفس ، كلنا يتقبل اختلاف الليل والنهار ونتقبل ذلك، واختلاف النهار بين فجر وصباح وظهيره والعصر والغروب والمساء، لسنا نسخه واحده مثل الروبوت ، لكل منا أفكاره ومبادئه، حتى تستمر الحياه.
علينا أن نتقبل رأي الآخر دون عصبيه أو تجريح، بلا تعصب ولا انحياز لطرف دون الآخر، ونعلم أن الرأي كشهادة حق،والله علينا شهيد.
هل ترضى أن تعيش بضمير ميت لمجرد السيطره وتنفيذ ماتريد أنت؟، أو رشوه أخذتها والراشي والمرتشي في النار.
الاختلاف سنة كونية من سنن الله تعالى، فطر الله الإنسان عليها وهو حكمة (ولو شاء ربُك لجعل الناس أُمة واحِدة ولا يزالون مُختلفين).
وقول الامام الشافعي «قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب».
فالاختلاف هو المصدر الأساسي لظهور أفكار مفيده وآراء جديدة، فلنتقبل الاختلاف بهدوء، نتقبل اختلاف الاراء كما نتقبل اختلاف ألوان ولغة البشر، دليل التقدم والحضاره، الاختلاف التدافع بين الآراء ،وتنوع الأفكار.