من حوالي ٢٠ سنة تقريبا، وفي مبنى جريدة الجمهورية القديم، كان هناك صديق خلوق، وأحسب كل من صادقتهم وزاملتهم في الفترة التي عملت فيها بجريدة الجمهورية وما بعدها، أحسبهم على خير، فما زالوا أصدقاء وتربطني بهم أواصر الأخوة والمحبة والتقدير والاحترام، بارك الله فيمن بقوا، ورحم الله تعالى برحمته الواسعة من رحلوا.
وحتى لا أطيل عليكم ، أتذكر مقولة كان يرددها الأستاذ علي، على مسامع كل من كان يدخل علينا المكتب، وهي كانت أقرب إلى الاستفتاء، فكان يقول (تمشيها جمايل ولا تعدل المايل ولا تهد وتخلصها)؟!.
وهنا يتبادر السؤال، ولماذا كل هذا؟!، وما دخله بما يحدث الآن؟!، على اعتبار أن مناقشة وتحليل الراهن من الأحداث، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، أو ما يخص الشأن الاقتصادي أو الاجتماعي، هي الدافع من وراء أي كاتب لاتخاذه قرارا بكتابة مقال، أو حتى التخطيط له بتسجيل حروفه الأولى.
ما يدفعني إلى هذا المقال أو الاستفتاء، هو ما رأيناه من مجموعة (المارقين والمعربدين) غرب مصر وجنوبها، في ملفات (الأمن القومي المصري)، في ملفي ليبيا والسد الأثيوبي.
في الملف الأول تجد أردوغان، كما تجده نفسه في الملف الثاني، وقد أثبتت الأحداث – بما لا تترك مجالا للشك – أنه لن يستقيم، ولو أنه متأكد من جيشه (الملط) كان هاجم من زمن، وهو الآن يحتمي وراء المرتزقة والخارجين عن الدين والقانون والأخلاق، ولولا تحذيرات مصر، وتأكده من عقيدة الجيش المصري القتالية، لتعامل مع الملف المصري، مثلما تعامل مع الملفين السوري والعراقي، لكنه على يقين، بأنه ما بقي يستر جيشه بعد الانقلاب المزعوم، سوف ينزعه رجالة الجيش المصري، ومن منطلق أن الحرب كل شيء فيها جائز، فقد يترتب على تهوره، انتزاع ورقة التوت التي يستر بها نفسه.
يعني من الآخر لن يواجه، لأنه أجبن من ذلك، كل ما سيفعله، سيظل يناكف في مصر، ويستنزف وقتها ومواردها، ظنا منه أنه يعطل قطار تنميتها، مثلما حدث في بلده.
ولأن الغلبة للأقوى، والقوى الخارجية تقف موقف المتفرج، حتى تهتف للفريق الغالب (اسم الله عليه .. اسم الله عليه .. فتوة بقوة اسم الله عليه)، فإنني أرجح انتظار أي غلطة – وما أكثرها للأردوغان) وتلقينه درس العمر، يعني مش هينفع (نمشيها جمايل) ولازم (نعدل المايل) و(ونهد ونخلصها)، لأنه مارق ولا يعرف التربية، فتكون تربيته وتربية جيشه الملط، والمرتزقة والخونة الإرهابيين على يد رجالة مصر.
بعدها موضوع سد النهضة هيحل نفسه بنفسه، لأنه لا وقت ولا صبر ولا متسع للجمايل، في عالم لابد فيه أن (نعدل المايل) بعد ما (نهد ونخلصها).