عبارة “مفيش فايده” متداولة بيننا جميعا كمصريين، وهي معبره جدا عن أمور ومناحٍ حياتيه كثيرة، ومع تكرارها، مازالنا نكرر معها نفس أخطائنا.
إنه من دواعي أسانا وأسفنا على الساحة الرياضية على وجه العموم، والكروية على وجه الخصوص، أنه لا حديث لنا الآن إلا عن الشكل الإداري المتمثل في اتحاد الكره المصريه (الجبلاية) أولا، والمدير الفني للمنتخب المصري كابتن إيهاب جلال ثانيا، ولا أعلم هل هذا يحدث عن عمد، أم لجهل؟!، وهو أن نغض الطرف عن الأسباب الحقيقية في فشل المنظومة، مع أنها واضحة وجلية، فسبب النجاح أو الفشل هم اللاعبون، وبعد كل ذلك نلقي باللوم على فشلنا وخيبتنا وضآلة المستوي الفني علي المدرب، ونظن أنفسنا نملك نجوم العالم وأن المدربين الفاشلين هم العقبه التي تحول بين اللاعيبين وبين إمكانياتهم الجبارة، ولوهلة بدا لي الأمر وكأن الناس علموا أن العيب ليس عيب كيروش ولا حتي إيهاب جلال بشكل كامل، وتساءل الناس: متي سيرحل كابتن إيهاب جلال ؟! وكأن حل جميع إشكاليات ومشاكل الكرة المصرية يتمثل في رحيل إيهاب جلال، وبعد هذا الرحيل ستحل جميع المشكلات، بالأخص ونحن علي مشارف جيل سينافس علي كأس العالم وسيصل بعيدا في البطولة!.
أتمنى ألا يفهم كلامي بأنه يصب في سياق الدفاع عن الجهاز الفني، ويجب أن نضع تحت لفظ الفني مليون خط، لكنني أحببت ألا نبخس الناس أشياءها، ونعطي كل ذي حق حقه، فإيهاب جلال كان ـ للأسف ـ كبش الفداء، و”وضع في وش المدفع” كما يقال، وكل ذلك صدره المستفيدون إلى الجماهير؛ للتغطية على كوارث اتضحت أسبابها الآن، ومازالت سلسله التسريبات والفضائح داخل الاتحاد مستمرة، وكل يوم نري العجب العجاب، وما حدث الأسبوع الماضي من أحداث ملتهبة، لم تشهدها الكرة المصريه في اخر خمس سنوات مجتمعين، ولا أبالغ لو قلت أكثر من ذلك، فإيهاب جلال مدرب ليس بالسيئ، ولكن من ينظر إلي الأمر بعمق؛ يجد أنها خطة ممنهجة وموضوعة من البداية، ليس لشخص إيهاب جلال، ولكن لأي شخص كان سيتولي المهمة في تلك الفترة، فكان سيحدث له مثل هذه الأمور، فلو أرادوا أن يعبروا هزيمة إثيوبيا لعبروها ومرروها، ولكن أشعر وكأن يدا خفية تحركت لشيطنة الرجل، بما يشعرك بأنه خسر مباراه نهائي كأس العالم.
إنني أرى أن الأمر كان ممنهجا منذ البداية ويصب في هذا الاتجاه، ولو حدث وفاز المنتخب علي إثيوبيا، كان ستكون هناك حملة لإحداث بلبلة، وهو المطلوب إثباته، فحدوث بلبلة رياضية مطلوبة، هل نسينا عندما خرجت مصر من تصفيات أمم إفريقيا علي يد إفريقيا الوسطى ؟!، وقتها كانت هناك رغبة لتمرير الأمر.
إن هذا الفخ كان منصوبا لأي شخص يريد تولي المسئولية في هذه الفترة، لتكون مرحلة انتقالية في الكرة المصرية، يحدث خلالها إثاره للرأي العام، تصاحبها ضجة إعلامية، علي إثرها يستطيع المغرضون داخل المنظومة تمرير ما يريدون بعد ذلك، ويغض الجميع الطرف عن أي شيء يحدث بعد ذلك، فالمنتخب في ورطة كبيرة، وتكون هذه هي النغمه السائده وينسي الجميع إيهاب جلال والاتحاد وإخفاق المنظومة، ويتذكر الجميع أنها من انقذت منتخب مصر، عندما دفعت بمدرب أجنبي ـ أيا كان اسمه ـ بديلا للمدرب المصري، وهنا لابد على الجميع ألا يطرحوا علينا أسماء مره أخرى، فنحن لا يناسبنا إلا مدرب أجنبي بمعني الخواجة، فهو من ينفعنا حتى تستمر العجلة في الدوران بلا توقف، وللأسف هذا الكلام أصبح عاديا يقال ليل نهار أمام الجماهير ويردده الجميع لدرجه أوصلتنا أن التجاوزات وتراشق مسئولي الاتحاد بالألفاظ والاتهامات على شاشات الفضائيات، أصبح أمرا عاديا جدا، بل وفي سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ كره القدم، أن يتفاجأ مدير فني ذهب لمباراه كرة قدم، وحيث هو في الطائره يعلنون إقالته.
علينا أن نعيد حساباتنا في كل الأمور إداريا قبل الجانب الفني، وقلتها مرارا وتكررا، وسأظل أقولها: أصلحوا اللاعب، بل اصنعوا لاعبا له طعم وشكل ورائحة؛ حتي تسطيع محاسبة أي مدرب، حتى لو كان مستواه متوسطا فنيا، فهذا ما يقره العقل السليم الذي يبني جسدا وبنيانا رياضيا سليما.